الشركة مفهومها و أهميتها و فضلها واقسامها وشروطها
مفهوم الشركة
المقصود بالشركة اشتراك اثنين فأكثر في مال حصلوا عليه بإرث أو هبة ونحو ذلك، أو جمعوه أسهماً بإعطاء كل واحد حصة من المال للاشتراك به، أو عمل يعود عليهم بالنفع كاشتراكهم في العمل في صنعة من الصنائع ونحو ذلك .
أهمية الشركة وفضلها :
تبرز أهمية الشركة كون الاحتياج لها قائم منذ وجد الإنسان، لما لها من دور في تنمية الاقتصاد، والنهضة الصناعية وسد حاجات المجتمع. وقد باركت الشريعة الإسلامية مبدأ الشراكة ورغبت في قيام الناس بالشراكة بينهم، يقول الرسول الله :
( إن الله يقول : أنا ثالث الشريكين ما لم يخن احدهما صاحبه، فإن خانه خرجت من بينهما ) (1) ، فالله يبارك للشريكين في المال، ويحفظه لهما ما لم تكن خيانة بينهما، فإذا خان أحدهما نزع الله البركة من المال والشراكة في الإسلام قائمة على أساس خُلق الأمانة ، وتوافر الشقة بين الشركاء، وتحقق التعاون الاقتصادي والاجتماعي بينهم
أقسام الشركة :
الشركة قسمان :
۱ - شركة أملاك : وهي ما ملكه شخصان فأكثر مثل الهبة والإرث، فلو وهب إنسان لاثنين سيارة مثلاً فإنهما يكونان مشتركين فيها بملكية الهبة ، وكذلك لو مات شخص وترك مالاً بين عدد من الورثة فهم جميعاً شركاء في هذا المال بملكية الإرث ، وهذا القسم من الشركة لا يجوز لأي شريك أن يتصرف في حق شريكه بغير إذنه .
۲ - شركة عقود : وهي أنواع أهمها :
أ ) شركة العنان
ب ) شركة الأعمال
جـ) شركة الحيوان .
د) شركة المضاربة .
أركان وشروط شركة العقود
١ - أطراف الشركة : وهم المساهمون في رأس مال الشركة ، أو بالعمل ، ويشترط فيهم أن يكونوا أهلاً للتصرف فلا يصح إيقاع الشركة من صبي أو مجنون
۲ - المال المشترك : وهو رأس مال الشركة وما ينتج عنه ، أو العمل والخبرة المقدمة مع رأس المال، ويشترط في مال الشركة أن يكون نقداً ، أو يقوم بالنقد ما ليس بنقد كالثياب والعقار ونحو ذلك ، ويدخل في الشركة بالقيمة ..
٣ - صيغة عقد الشركة : وهو قول أحد الشريكين للآخر : شاركتك في كذا وكذا ، ويقول الآخر : قبلت أو أي لفظ من الطرفين يفيد وقوع الاشتراك .
أهم أنواع شركة العقود :
أولاً : شركة العنان (۱) :
معنى شركة العنان : أن يشترك شخصان فاكثر في مال لهم للتجارة ، متساو أو مختلف المقدار، على أن يكون الربح على ما اتفقوا عليه ، والخسارة على قدر الأسهم في رأس المال .
حكم شركة العنان :
شركة العنان جائزة بدلالة الكتاب والسنة .
أما الكتاب فلدخولها في الآيات الدالة على مشروعية الشركة منها قوله تعالى : (فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثَّلُثِ ﴾ [النساء (١٢)
أما السنة : فلان الرسول الله جاء وأهل الجاهلية يتعاملون بها فاقرها ، فعن السائب رضي الله عنه أنه قال للنبي الله : ( كنت شريكي في الجاهلية فكنت خير شريك ، كنت لا تداريني ولا تماريني ) (٢) .
شروط صحة شركة العنان :
عقد شركة العنان لا يكون صحيحاً إلا إذا توافرت فيه الشروط السابقة مع الآتي :
١ - أن تكون الشراكة وفق ما اتفق عليه الشركاء بما لا يخالف الشريعة الإسلامية
٢ - ان يكون رأس مال الشركة نقوداً حاضرة ، ويجوز لمن كان عنده غير النقد كالثياب ، والدواب ، والعقار ، وغير ذلك . أن يدخل في الشركة بأثمانها بسعر يوم عقد الشركة
٣ - العلم برأس مال الشركة ، وسهم كل واحد من الشركاء ، فإذا كان رأس المال غير محدد ، او كان سهم كل واحد غير معين فلا تصح الشركة.
٤ - أن يكون الربح بينهم بحسب الاتفاق ، والخسارة بينهم بحسب ما يملكه كل فرد من أسهم .
٥ - ان يكون تصرف الشركاء في الشركة بحسب ما يتفقون عليه في نص العقد . ومما يدخل في حكم شركة العنان من الشركات المعاصرة ، شركة المساهمة : وهي التي يقسم فيها رأس المال إلى أجزاء صغيرة متساوية ، يطلق على كل منها سهم غير قابل للتجزئة ، ويكون قابلا للتداول ويتحدد ما للمساهم وما عليه وفقاً لعدد الأسهم. التي يمتلكها ، وتعد هذه الشركة من أهم انواع شركات الأموال المعاصرة .
ثانياً : شركة الأعمال (۱)
معنى شركة الأعمال وحكمها :
أن يشترك اثنان فاكثر في عمل حرفي أو كسبي، حسب الاتفاق، سواء الحدث الحرفة أم اختلفت كنجارة وحدادة مثلاً ، وسواء عملا جميعاً ، أم عمل أحدهما دون الآخر ، وهذه الشركة جائزة لما روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( اشتركت أنا وعمار وسعد فيما نُصيب يوم بدر ، قال : فجاء سعد بأسيرين ، ولم أجيء أنا وعمار بشيء ) (٢) . فهذه شركة فيما يصيبون من سلب في الحرب فليس لها رأس مال وإنما الشركة في العمل
ثالثاً : شركة الحيوانات
معنى شركة الحيوانات : أن يكون الحيوان مملوكا لشخص فيقوم بتسليمه لآخر لتربيته على أن يكون الربح بينهما حسب الاتفاق
حكم شركة الحيوان :
هي جائزة شرعا بشرط انتفاء الجهالة المؤدية للخصام ، ولا تضر الجهالة اليسيرة التي لا تؤدي إلى التنازع ويتسامح الناس فيها عادة ، ويتبين ذلك من خلال الصور الآتية :
* إذا اقتصر عمل العامل على التربية والرعاية والإطعام، وتكفل وتعهد رب المال بأثمان النفقات والطعام ، صحت الشركة وتكون من شركة المضاربة
* إذا اشترك اثنان في دفع ثمن الحيوان ونفقة الطعام والشراب ، وتبرع أحدهما بالخدمة ، صحت الشركة لأنها اقتصرت المشاركة في رأس المال .
* إذا اشترك اثنان في أثمان الماشية، واخذ الراعي أو العامل اليان الماشية وسمنها نظير القيام بما يلزمها من خدمة وعناية ورعاية، واقتسم الشريكان النتاج من أولاد وأصواف مناصفة، فهذه الصورة للشركة أيضاً جائزة .
* إذا اشترى شخص الحيوانات ودفعها لشخص آخر يقوم برعايتها وإطعامها على أن يكون اللبن والسمن والنتاج بينهما، فإن الشركة في هذه الحالة جائزة .
مبطلات الشركة :
يبطل عقد الشركة في إحدى الحالات الآتية :
١ - فقد ركن من أركانها مثل فقدان صيغة عقد الشركة ، أو اختلال شرط من شروطها؛ مثل عدم أهلية التصرف في المتعاقدين على الشركة كالصبي أو أو المجنون
٢ - فسخ الشركة من أحد الشركاء ، أو اتفاق الشركاء على فسخها
٣ - انتهاء المدة المحددة للشركة أو انتهاء العمل الذي قامت من أجله .
٤ - موت أحد الشريكين أو الشركاء، وكذلك جنونه لزوال أهلية التصرف بالموت أو الجنون ، ولورثة الميت وولي المجنون حل الشركة أو إمضاؤها بعقد جديد
٥ - ارتداد احد الشريكين ولحوقه بدار الحرب ، لأن مال المرتد ينتقل إلى خزينة الدولة .
٦ - هلاك مال الشركة .