شرح درس المضاربة معناها وحكامها واركانها وشروطها
معنى المضاربة
عقد بين طرفين يدفع أحدهما بموجبه رأسمال نقداً إلى الآخر ليتاجر فيه؛ على أن يكون الربح بينهما بحسب ما يتفقان عليه ، والخسارة على رأس المال . مثل ذلك : أن يكون مع أحمد نقود ( ۱۰۰,۰۰۰ ریال ) ، وعلي ليس عنده نقود، ولكن عنده خبرة في التجارة فدفع أحمد المائة ألف ريال إلى علي لكي يتاجر بها بحيث أن ما يحصل من ربح يكون بينهما مناصفة، وإن لم يحصل ربح بل حصلت خسارة فتكون هذه الخسارة من رأس المال المائة الألف، وليس على المتاجر شيء .
حكم المضاربة :
المضاربة جائزة باتفاق العلماء ، وقد كان معمولاً بها في عهد الرسول الله فاقرها الرسول (۱) ، وروى ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ( كان سيدنا العباس بن عبد المطلب إذا دفع المال مضاربة اشترط على صاحبه أن لا يسلك به بحراً ، ولا ينزل به وادياً ، ولا يشتري به دابة ذات كبد رطبة فإن فعل ذلك ضمن ، فبلغ شرطه رسول الله ﷺ فاجازه ) (۲)
أركان وشروط المضاربة
أركان المضاربة ثلاثة :
* عاقدان : وهما صاحب المال والعامل ، ويشترط فيهما أن يكونا أهلا للتصرف فلا تصح المضاربة من صبي أو مجنون
* معقود عليه : ويشتمل على رأس المال والعمل والربح
ويشترط في رأس المال :
١ - أن يكون نقداً
٢ - أن يكون معلوماً لكي تعرف نسبة الربح من المال المتفق عليه .
ويشترط في الربح : أن يكون معلوماً بالنسبة كـ ٢٠٪ أو ٣٠٪ ، ونحو ذلك من الربح .
ويشترط في العمل : أن يكون فيما اتفق عليه .
* صيغة العقد : وهي الإيجاب والقبول، ويعبر عنها بما يدل على معنى المضاربة . كقول صاحب المال : خذ هذا المال مضاربة أو مقارضة أو معاملة أو خذه تاجر به على أن يكون الربح بيننا على النصف أو الربع أو الثلث، ويقول العامل قبلت أو رضيت أو أخذت، ونحو ذلك .
اختلاف المضارب والعامل :
اصل عقد شركة المضاربة قائم على الأمانة والثقة وحسن الظن بين صاحب المال والتعامل، ومع ذلك فقد يحدث خلاف بين العامل وصاحب المال في أمور نذكر أهمها :
* الاختلاف في قدر مال المضاربة كان يقول صاحب المال هو الفان ويقول العامل هو ألف ، فيُصدق العامل في قوله لأنه أمين في مال المضاربة .
* الاختلاف في رد العامل المال المضاربة إلى صاحبه بأن يقول العامل رددته إليك ويقول صاحب المال لم ترده إلي فيُصدق صاحب المال ، أو يقيم العامل البيئة على ما يقول .
* الاختلاف في نسبة الربح للعامل كان يقول العامل تم الاتفاق على النصف والمضارب يقول ضاربتك على الثلث ، طلب من كل منهما اليمين فإن أقسم أحدهما وامتنع الآخر ، فالمصدق الحالف وفي حالة أن كل منهما أقسم اليمين يرجع العامل إلى أجرة المثل .
* الاختلاف في تلف المال أو الخسران كان يقول العامل المال هلك أو يقول أنه خسر فلم يصدقه صاحب المال فالقول هنا قول العامل لأنه أمين والأصل عدم الخيانة .